الأحد، 4 يناير 2015

أكاديمية خان

في أواخر عام 2004، استنجدت أسرة بقريبها المعلم لتدريس ابنتهم الرياضيات بعد أن ضاقت بهم السبل. فالابنة تواجه مشكلة تتعاظم في فهم المادة. والمشكلة الأكبر أن قريبهم معلم المادة نفسها يقطن دولة أخرى ولا يستطيع مساعدتها بشكل مباشر. رأى سلمان خان، أن الحل الأمثل يكمن في قيامه بتدريس ابنة عمه "نادية" مادة الرياضيات عبر الإنترنت، باستخدام برنامج فيديو على موقع ياهو، آملا أن تكون مفيدة ومجدية.

ظهرت آثار نتائج دروس خان الإنترنتية سريعا على ابنة عمه نادية. فقد تطورت تدريجيا في الرياضيات ولم تعد مادة عصية على الفهم، كما في السابق. انتشر أثر ما فعله خان مع نادية عند أقاربه الذين يعيشون في أرجاء المعمورة. فبدأ سلمان يتلقى طلبات تدريس من أماكن متفرقة حتى بات عاجزا عن تلبيتها؛ إثر عدم توافر وقت مناسب له. قرر أن "من لا يدرك كله لا يترك جله". اتجه إلى تلخيص بعض الدروس عبر اليوتيوب، ليتسنى له إرسال الروابط لأكبر عدد من أقاربه المحتاجين إليها. لكن سلمان فوجئ بأن الكثير من غير أقاربه صار يتابع دروسه. المشاهدات بالآلاف والتعليقات محفزة وملهمة. كانت هذه الدروس نقطة تحول في حياة سلمان. فكرّس حياته منذ تلك اللحظة لتطوير المحتوى التعليمي في الإنترنت. طوّر طريقة تقديم عروضه على اليوتيوب، وأخذت شيئا فشيئا بالانتشار عالميا. أصبح عدد مشاهدات الحلقة الواحدة التي يقدمها تزيد على مليون مشاهدة.

حوّل عمله من فردي إلى مؤسسي مفتتحا "أكاديمية خان"، التي تلقت اهتماما دوليا. فلقد منحته "جوجل" مليوني دولار لدعم هذا المشروع الواعد، وفاز بجائزة "مايكروسوفت" للفئة التعليمية. وامتدحه مؤسّس "مايكروسوفت"، بيل جيتس، قائلا: "أحب أطفالي الرياضيات أكثر بسبب سلمان خان وطريقته السهلة الذكية".

يقول سلمان، في أثناء تكريمه بعد عرضه في "تيدكس": "أنا لا أستحق كل هذا. نادية هي التي غيّرت حياتي ومنحتني كل هذا الوهج".

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تعالى عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله".

فالناس الذين يكرّسون حياتهم كسلمان لفعل الخير وقضاء حوائج الناس لهم ثواب عظيم، ويكرمهم الله في الدنيا ويفتح عليهم، وينجيهم من عذاب يوم القيامة في الآخرة.

خصصوا جزءا من أوقاتكم لأحبتكم تساعدونهم فيها.. تفوزوا بمحبة الناس والنجاح في الدنيا وبالأجر في الآخرة، إن شاء الله.

posted from Bloggeroid

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق