السبت، 12 سبتمبر 2015

جريمة نملة

جريمـــــــة نمــــــلة !


ذكر العلامة ابن القيِّم، رحمه الله في كتاب ( مفتاح دار السعادة ) هذه الأعجوبة، وخلاصتها كالآتي :

جلس ابن القيم تحت ظل شجرة، فرأى أمراً عجباً ...
رأي نملة تسير بجوار مكان جلوسه، حتى دنت من جناح جرادة، فأرادت حمله معها مراراً فلم تستطع لثقله عليها، فاتجهت إلى معسكرها ( قرية النمل تحت الشجرة )، فما لبثت هنيهة حتى .جاء فوج كبير وجم غفير من النمل معها لمكان الجناح،
( يبدو والله أعلم أنها استنفرتهم لمساعدتها )
فلما دنا الفوج من المكان، رفع ابن القيم جناح الجرادة، فبحثوا فلم يجدوا شيئاً، فعادوا إلى مكانهم وقريتهم بعد أن أضناهم التعب.
وبقيت نملة واحدة، ظلت تبحث بهمَّة عالية،
( يبدو أنها النملة الأولى التي أبصرت الجناح أولاً ).
فأرجع ابن القيم الجناح، فلما رأته طربت له، وحاولت سحبه فلم تستطع، فاتجهت مسرعة إلى رفيقاتها، ولكنها أبطأت في الخروج من القرية ...
( الظاهر أنها حاولت إقناعهم بصدق حديثها، حيث قلت مصداقيتها لما جرى في المرة الأولى )
ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى، حتى دنوا من مكان الجناح، فرفعه ابن القيم قبل وصولهم، فلم يجدوا شيئاً، فلما أضناهم البحث، رجعوا إلى قريتهم خائبين، وبقيت نملة واحدة تبحث كالمصروعة ...
( لعلها نفس النملة بطلة الحدث )
وحينها أرجع الشيخ الجناح إلى مكانه، فلما رأته طربت له ثانية، وانطلقت مسرعة إلى القرية، وأطالت جداً أكثر من الثانية، ثم لم يخرج معها إلا سبعة فقط، فلما دنوا من مكان الجناح رفعه ابن القيم قبل وصولهم إليه، فلم يجدوا شيئاً، فاشتاطوا غضباً،
( على ما يبدو )، حتى إنهم أحاطوا بها كالمعصم، وجعلوها في وسطهم ...
ثم ماذا ...؟؟؟
لقد انقضوا عليها، فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة، فبقروا بطنها، وفصلوا رأسها عن جسدها، وكسروا أطرافها ( ولا حول ولا قوة إلا بالله )
وبعد أن أنهوا فعلتهم، ألقى إليهم ابن القيم بالجناح، فلمَّا أبصروه، ندموا كثيراً وأحاطوا برفيقتهم المسكينة، وقد انتابهم حزن كبير، ولكن، بعد فوات الوقت ...!!!

قال ابن القيِّم :
(فهالني ما رأيت، وأحزنني ذلك كثيراً ).
فانطلقت إلى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأخبرته الخبر فقال :
أما أنت فغفر الله لك، ولا تعد لمثلها، وأما ما حدثتني به، فسبحان من علَّم النمل قبح الكذب، وعقوبة الكذَّاب.
سبحان الله انظروا، حتى الحشرات تستقبح الكذب وتترفع عنه وتنكر على الكذاب فعله ﻻنها على الفطرة وفطرتها تهديها الى التحلى بالاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، والتخلي عن الاخلاق الرذيلة والصفات القبيحة!

[مفتاح دار السعادة]
🌿🌿🌿🌿🌿

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ

حياتكم صدق و تأمل

posted from Bloggeroid

السائس والملك

قصص فيها عبرة

السائِسُ والمَلك:

يُحكى أنّ مَلِكًا سَمِعَ سائِسَ خَيلِه يَنتَقِصُ مِنْ فَرسهِ "الأصيلَةِ "، فسألَهُ غاضبًا:
- كيف عرفتَ، أيّها المَعتوهُ، أنّ فَرسي ليستْ أصيلَةً؟!!
قال السائسُ:
ـ جلالة الملك، إنّي أعمَلُ في سياسةِ الخيل مُنذُ طُفولتي، وأعرفُ جيدًا أنّ الخيلَ الأصيلةَ لا تأكلُ منَ العلفِ إﻻ أجودَها، وإذا أكلت فلا تأكلُ إﻻ من "عليقةٍ"، أو وهي مرفوعةَ الرأس، أما فرسُكَ، ياسيدي، فإنها تأكلُ كما تأكلُ "الحمير"، وتشتهي الأزبالَ، وترعى كالجحوش لا كالخيول!!
زاد غضبُ الملك مِن سائسهِ، واستهزأ بمقالتِه وأمرَ بسَجنِه، ثمّ أمرَ حُرَّاسَهُ أن يمتنعوا عن إطعامه إﻻ بأمر شخصيٍّ منه.
وصادَف أن كانَ في مجلس الملك رجلٌ حكيم سمِعَ ما دارَ بين الملك وسائسه، فقال للملك بعد أن هدأ روعه:
ـ لماذا، ياجلالة الملك، لا تتأكد من قول سائسك، وتتقصى حقيقةَ أصلِ فرسِك؟
فأرسلَ الملكُ على حاجبهِ، وأمرَه بالتقصّي والتحقق من الأمر.. وبعد أيام أخبر الحاجبُ الملكَ بما وصل اليه، فقال:
ـ لقد صدق السائس، يامولاي، فسائِسُ خيلِكم السابق كان يربطُ حمارَته في الإسطبل الملكي قرب فرسكم حين كانت لازالت رضيعة، وكانت ترضع من ثدي تلك الحمارة، حتى اشتدّ عودُها، وصلبتْ عظامُها.
ندِمَ المَلكُ عَلى حَبس السائس، فأمرَ بإطلاقِ سراحِه، وأحضرَه إلى مجلسه، وقال له:
ـ أنت رجلٌ ذكيٌّ وحكيم، وقد قرّرت تعيينَك مسؤولاً عن جناح زوجتي الملكة، وراعيًا لمصالحها، وأمرتُ بمكافئتك بأن يُقدم لكَ نِصفَ دَجاجةٍ في غدائِك، ومثلُها في عشائك، بشرط أن تختبر زوجتي، وتوزنها بميزان حكمتك وفراستك، وقد أمهلتُك عشرة أيام لتُنجزَ المُهمّة.
ذهب الرجلُ إلى ما كلّفه بهِ ملكُه، وحين انتهت المُهلة طلبه الملك فلم يجدهُ، فأمرَ حُرّاسه بالبحث عنه، وإلقاء القبض عليه.. فوجدَه الحُرّاس مُتخفيًا يُريد الهروبَ من المدينة، فاحضروه إلى قصر الملك مُكبلا بالقيود.
ـ لماذا هربت يامجنون؟! سأله الملك.
ـ كلَّفْتَني جلالتُكم بما لا أُطيقُ، وأخافُ أنْ يُغضبَك قولي في زوجتِك الملكة!! ردّ السائِسُ.
ـ ويحك، أفي الملكة عيبٌ، وهي بنتُ الأمراء، والشيوخ، والسادات؟!!
وبعد أنْ أمَّنَهُ الملكُ من العُقوبة والغضب، قال السائسُ:
ـ من قال لك أن زوجتَك سليلةُ أمراءٍ فقد خَدعكَ. صحيحٌ أنّ تَصرفاتِها تصرفاتُهم، وطباعَها طباعُهم، لكنها ليستْ من نَسبِهم.
ذُهل المَلك من قولَةِ سائِسهِ، وأمرَ بإحضارِ أبَوَيْ زوجتِه، وأغلظَ عليهم الأَيمانَ، وأمَّنَهُم من العقاب إنْ قالوا الحق فقالت المرأة:
ـ إنّ أباكَ، يامولاي، كان رجُلاً غَضوبًا، قاسيًا، وأراد بمصاهرتِهِ إيّانا أنْ يُوطّد حُكمَه، ونحنُ أُمراءُ البلاد وسادتُها، وكانت لنا ابنةٌ لم تبلغ من العُمر سَنتان، خطبها لك، وأوقفَها عليك، لكنّ الأقدارَ شاءَت أنْ تهلكَ بنتُنا بعد أسابيع، وخاف أبوها أن يُخْبَرَ أبوكَ الملكُ بالأمر، فيظنّ أننا نتهرّب من تزويجها بكم، فيأمرُ بقتلنا، ومُصادرة أموالنا، وكان في أطرافِ المدينة قريةٌ يعيش فيها الغجرُ، فعرضنا عليهم شراءَ إحدى بناتِهم كي تحلَّ مَحلَّ ابنتِنا، فاشترينا صبيةً بنفس عمر ابنتنا الهالكة، وتعهدناها بالرعاية والتربية والتعليم، كما تُربى بناتُ الأمراءِ والمُلوك، ثم زففناها إليك، ياسيدي ،وهي في الحقيقة بنتُ الغَجر وتربية الأمراء!!
صُعق الملكُ من هذا القول، وسألَ السائسَ عن كيفيّة معرفتِه بالأمر، فقال السائسُ:
ـ ياجلالةَ الملك، حين عهدتَ إليّ بالأمر وجدت زوجتَك الملكة فيها طِباعُ المُلوك وتصرفات الأمراء، لكنّ حركاتِها وسكناتِها ونظراتِها كانتْ تشيرُ إلى أنّها من منبعٍ غير منبعِ أهلِ الشرفِ، وكانت لها من وضاعة المِخْبر، وقِلةِ الحياءِ ما يدلُّ على الأصل والجذر.
قال الملك:
ـ أيها السائسُ، لقد أمرتُ بتكريمِكَ، ومُكافئتِك لحِكمتِكَ ورجَاحَةِ عقلِكَ، وقد أمرتُ الخدمَ أن يقدّموا لكَ لحمَ الغنم في وجبة الغداءِ والعشاء، لكنّي أريدُ مِنك أمرًا أخيرًا، هو أن تَزِنَني، وتُعرّفني نفسي بميزان حكمتك.
قال:
ـ اعفني، يامولاي، فإنّ في هذا هلاكي، ولا أظنُّك تصبرُ على قولي.
قال الملك:
ـ بل تقولُ ما عِندَك، وإﻻ ففي صمتِكَ هلاكك، وفي قولك أمانك.. ما ترى في مليكك؟
وألحّ عليه إلحاحًا شديدًا.. قال السائسُ، بعد أن طلبَ أن يختليَ بالملك:
ـ أظنُّك، ياسيدي، لستَ سليل الملوك، ولا من نسبهم، وقبل أن تأمرَ بقتلي وهلاكي تيقّن مِمّن عندَه الخبر اليقين.
اسرع الملكُ، وهو غاضبٌ مذهولٌ، إلى أمّه ليسألَها عن قَولَةِ السائسِ وظنِّهِ، وأغلظَ لها الأيمانَ، وتوسّل إليها بمحبتهِ ومنزلتِه عِندها.. حينها، بكت المرأةُ وقالت:
ـ يابني، لقد كان أبوك عَقيمًا، وكانَ يُلحُّ في طلبِ الولد، فأكثر من الزواج، وكان كلما انتهت سنة على زواجه من أيّ امرأة، ولم تحبَلـ يأمرُ بقتلها، ويتزوّج الأخرى... حتى تزوجني أبوك، وانتظرتُ أن أحملَ مِنهُ لأشهرٍ دونَ جدوى، وكنتُ أعلمُ أنّه إن بلغَ زواجُنا السنة فأني هالكةٌ لامحالة. وقبل أن تنفذ المُهلة، ويأتي الأجلُ راودتُ طبَّاخَ القصرِ، وقاربني، فحملتُ بك، وولدتُك، فأمنتُ الهلاكَ، وكسبتُ الحياةَ والسلطنة.
رجعَ الملكُ إلى سائسهِ، وهو متألمٌ، ومُندَهِشٌ منْ حِكمته وفِراسته، فقال له:
ـ ما فعلتَهُ بي لأمرٌ عظيمٌ، وأني قاتلُكَ الساعةَ إنْ لمْ تُخبرني كيفَ عرفتَ أني لستُ سليلَ المُلوك، ومن نسل العظام؟!
قال:
ـ ياسيدي، الأمرُ بسيطٌ، فالعِظامُ، وذوي الجلال، لا يأمرونَ إﻻ بالأمورِ العِظام، ولا يُكرمونَ إﻻ بالنفيس والغالي، أما أنتَ، ياسيدي، فقد كان كرمُك وهديتُك من جنس أصلِك ومَنبعك؛ فأبناءُ المُلوك والسادات لا يُكرمون إﻻ بما يُناسب قدرهم، أما ابنُ الطباخِ فلا يُقدم إﻻ ما يُناسبُ صِنعةَ أبيهِ وأجدادِه..!!

الطبعُ غلاّب..!!

posted from Bloggeroid

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

أفعل الخير مهما استصغرته

ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ عليه
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺄﻫﺐ ﻟﺤﻀﻮﺭ
ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﺍﺑﻦ ﺃﺣﺪ
ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ
ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺳﺄﻟﻪ
ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻻ ﺗﺬﻫﺐ ﻓﺈﻧﻨﻲ
ﻣﻜﻠﻒ ﺑﻘﺒﺾ ﺭﻭﺡ
ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ،
ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺮﺟﺎً
ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﻌﺮﺱ
ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺗﻢ ﻓﻠﻢ
ﻳﺬﻫﺐ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺎﺑﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﻣﻌﺎﺗﺒﺎً ﻋﻦ
ﻋﺪﻡ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺤَﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺟﻮﺍﺑﺎً
ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﺗﺐ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﻨﺖ ﺫﺍﻫﺒﺎً ﻓﻌﻼً
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃُﻣﺮﺕ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺟﻊ
ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﻋﺠﻮﺯﺍً ﻓﻘﻴﺮﺓ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻌﺮﺱ..
ﺭﺁﻫﺎ ﺍﻷﺏ ﻓﺬﻫﺐ ﻟﻴﺴﺄﻟﻬﺎ
ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺟﺎﺋﻌﺔ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻚ
ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻄﻌﻤﻬﺎ ﻣﻦ
ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﺑﻞ ﻣﻦ
ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﻛﺎﻥ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎً..
ﻓﺪﻋﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﻠﻌﺮﻳﺲ
ﺑﻄﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ..
ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ .. ﻭﺗﺼﺪﻗﻮﺍ
ﻗُﻞ ﻟﻠﺬﻱ ﺃﺣﺼﻰ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦَ
ﻣُﻔﺎﺧِﺮﺍ ،،، ﻳﺎﺻﺎﺡ ﻟﻴﺲ
ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕِ
ﻟﻜﻨﻪُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤَﺮﺀ ﻛﻴﻒَ
ﻳﻌﻴﺸُﻬﺎ ،،،،، ﻓﻲ ﻳَﻘﻈﺔٍ ﺃﻡ
ﻓي ﻋﻤﻴﻖ سباتِ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ :
ﺇﺫﺍ ﻣﺮﺭﺕ ﺑﻌﺼﻔﻮﺭ ﻳﺸﺮﺏ
ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﺎﺀ ﻓﻼ ﺗﻤﺮ
ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ 'ﻟﺘﺨﻴﻔﻪ' ﻭﺍﺑﺘﻎ ﺑﺬﻟﻚ
ﻭﺟﻪ ﺁﻟﻠﮧ , ﻋﺴﻰ ﺃﻥ
ﻳﺆﻣﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﻮﻡ
ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻨﺎﺟﺮ ..
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﺮﺿﺘﻚ ﻗﻄﺔ ﻓﻲ
ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺘﺠﻨﺐ ﺃﻥ
ﺗﺼﺪﻣﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﻎ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺟﻪ
ﺁﻟﻠﮧ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻚ ﺁﻟﻠﮧ
ﻣﻴﺘﺔ ﺍﻟﺴﻮﺀ ..
ﻭﺍﺫﺍ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﺑﻘﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻧﻴﺘﻚ ﺃﻥ
ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﺑﺘﻎ
ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺟﻪ ﺁﻟﻠﮧ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ
ﻳﺮﺯﻗﻚ ﺁﻟﻠﮧ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ
ﺗﺤﺘﺴﺐ ..
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻧﻮﻳﺖ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻧﻮﻱ ﺑﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻟﻌﻞ
ﺁﻟﻠﮧ ﻳﻔﺮﺝ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﻛﺮﺑﺔ
ﻣﻦ . ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ '
ﻭﺗﺬﻛﺮ :
ﺍﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻬﻤﺎ
ﺍﺳﺘﺼﻐﺮﺗﻪ ﻓﻼ ﺗﺪﺭﻱ ﺃﻱ
ﺣﺴﻨﺔ ﺗﺪﺧﻠﻚ ﺍلجنة

posted from Bloggeroid

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

قاعدة غسل الثوب ثم تعطيره

أيهما أولى..تعطير الثوب أم غسله؟

مقال للمهندس ناصر القحطاني..
........ ..........
رجل ثوبه متسخ وتفوح منه رائحة كريهة ومعه دينار واحد فقط. قيمة غسل الثوب دينار، وقيمة تعطيره دينار، فما هو الأولى؟ هل يغسله؟ أم يعطره؟

المنطق يقول إن غسله أولى؛ لأن إزالة الوسخ سوف تنهي الرائحة الكريهة بينما تعطيره سوف يزيل الرائحة الكريهة لفترة مؤقتة.

حالة هذا الثوب والخيارات المتاحة له هي القاعدة الذهبية لترتيب الأولويات وإدارتها وتقديم الأهم على المهم.

في عام 2006 حصل أحد أقاربي وعمره 21 عاما على عمولة مبيعات بمقدار 160 ألف ريال رغم أن راتبه الشهري لا يتجاوز خمسة آلاف ريال وبمجرد استلامه للمبلغ اشترى به سيارة فارهة (مستعملة) والتي تبلغ قيمتها وهي جديده نصف مليون ريال، وكان هدفه وقتها هو (الكشخه) بين أقاربه وزملائه والتباهي بها، اتصلت به وطلبت لقاءه وباركت له السيارة وبعد نقاش عقلاني معه أقنعته بفضل الله ببيعها واقتنع أنها ليست من أولوياته بهذا العمر وأنه يجب أن يستثمر هذا المبلغ وينميه بدل أن يضعه في سيارة فارهة، وبفضل الله باع السيارة وأسس بقيمتها مشروع سيارات أجرة بسائق ونجح المشروع واستقال من عمله وتفرغ لمشروعه الذي أصبح اليوم أسطولا من السيارات واشترى سيارة فخمة وما زال يتذكر قاعدة غسل الثوب ثم تعطيره.

عند التقاء الطرق السريعة في مدخل احد المدن أنفقت البلدية 35 مليون ريال لعمل مجسمات جمالية كبيرة من الحديد المزخرف الملون ولتشجير الأرضيات بالعشب والألوان المضيئة، بينما تشتكي تلك الطرق في نفس المكان من هبوط بالأسفلت وحفر ومطبات واختناق مروري بسبب ضيق الطريق، فأيهما أولى بتلك الملايين؟ هل هو إصلاح تلك الطرق وتوسيع مساراتها وفك الاختناقات المروري؟ أم تزيين نفس الطرق بالمجسمات الجمالية؟

يشترك البشر جميعا في الاحتياجات الأساسية والتي تكمن حسب نظرية إبراهام ماسلو أو مانفريد ماكس-نيف في الحاجة إلى الغذاء والأمان والصحة والمسكن ثم تأتي بعدها الاحتياجات الأخرى أو ما يسمى بهرم ماسلو، هذا السلم الهرمي يجب ان يكون حاضراً في ذهن وزير المالية في أي دولة وفريقه العاملين معه والذين يحددون أولويات التنمية وإقرار الميزانية وتوجيه الإنفاق الحكومي وتقديم الأهم على المهم والضروري على الكمالي والحاجة على الترفيه، والوزير الناجح هو الذي يجعل بناء مدراس حكومية أولى من بناء استاد رياضي وتوفير المياه للبيوت أولى من تزيين الشوارع وبناء الجامعات اولى من الابتعاث لمن لا يستحق، وتوطين التقنية أولى من استيرادها.

في السنوات الأخيرة غزت ظاهرة السياحة الخارجية لأوربا الطبقة الوسطى من الأسر الخليجية، بينما كانت في السابق امتيازاً للطبقة المالية العليا بالمجتمع، والغريب أن أغلب تلك الأسر المتوسطة ما زالت تسكن بالإيجار ولا تملك منزلا وربما اقترضت من البنك لتمويل السياحة الصيفية، بينما لو طبقت تلك الأسر قاعدة (غسل الثوب أولى من تعطيره) خصوصا حديثي الزواج وركزت على الادخار لتملكِ منزل أو شراء أرض ولو بالتقسيط لكان أولى من سياحة سنوية تنتهي متعتها بمجردالخروج من بوابة المطار!!

في إدارة الأزمات والكوارث والحروب تصبح القاعدة رقم 1 هي قاعدة (غسل الثوب ثم تعطيره) ويتعلم رجال الطوارئ سواء من المسعفين أو أطباء الطوارئ في المستشفيات أولويات الإسعافات وهي التنفس ثم إيقاف النزيف، فإرجاع شخص للحياة بعد توقف قلبه أولى من معالجة كسر مضاعف يأن صاحبه من شدة الألم، وبفضل الله ثم بتطبيق قاعدة الاولويات ينجو ويتعافى المئات من المصابين في الكوارث والحوادث سنويا.

في إحدى المناسبات دار نقاش بيني وبين أحد الفضلاء المهتمين بتوظيف المرأة والمدافعين عن حقوقها، وكان يتحدث بإسهاب وحماس عن البطالة النسائية في المجتمع، فسألته: لو كان هناك رجل كبير بالسن وولده الجامعي عاطل وكذلك ابنته الجامعية عاطلة وكلاهما بنفس التخصص ولدي وظيفة واحدة متاحة بالشركة، فلمن أعطيها؟ للشاب أم لأخته؟ فسكت برهة وقال أكيد تعطيها للشاب، ثم سألته: لو كانت عندي وظيفة أخرى متاحة فلمن أعطيها؟ لتلك الفتاة أخت الشاب الذي وظفته أم لابن عمها الجامعي والذي يسكن بجوارهم ويعول والده الكبير بالسن؟ ثم قلت له أنا لست ضد عمل المرأة لكن يجب ان تكون الاولوية في التوظيف هي القضاء على البطالة الرجالية (باستثناء المجالات النسائية)، حيث إن الرجل يقبل الزواج بفتاة عاطلة بينما الفتاة العاملة لا تقبل الزواج بشاب عاطل، وبتطبيق هذه القاعدة تتحق التنمية الاجتماعية وتنشأ أسرتان جديدتان بالمجتمع.

مجال التعليم في عالمنا العربي والخليجي بالذات يحتاج إلى ترتيب أولوياته من جديد بما يحقق النهضة الصناعية والتقنية وتطبيقاتها، فمن المؤسف أن دول الخليج تصدر يوميا للعالم 14 مليون برميل من النفط ومع ذلك ما زال أبناؤنا لا يعرفون أبجديات حفر الآبار وتقنيات النفط وتكريره، بل إن من المبكي أن تكون أكبر الشركات التي بنت وصممت المصافي والمعامل النفطية هي شركات من كوريا وإيطاليا والتي لا يوجد بها قطرة نفط واحدة.

ختاما.. اجلس مع ذاتك واستعرض وراجع ما تقوم به حاليا وما تنوي القيام به سواء في حياتك الوظيفية أو الشخصية وابدأ بالأهم ثم المهم حتى لو كان هوى نفسك يريد المهم قبل الأهم، وتذكر أن (غسل الثوب أولى من تعطيره )
،،،،،،، ،،،،،،،،،،،
//مقال رائع وحكيم وهادف جداً..
إستمتعت به وأحببت أن تشاركوني هذه المتعة /

posted from Bloggeroid