الجمعة، 2 ديسمبر 2016

لاتحكم على الناس بمظاهرهم

قصة شاب المدينة العجيب التي عشتها!

يقول راوي القصة:

على حدود المنطقة المركزية بجانب الحرم النبوي الشريف، ذهبت لأحد صالونات الحلاقة، وبينما أنا في الانتظار إذ بي ارى ثلاثة شباب قبلي قد وقفوا خارج الصالون ومعهم والدهم الطاعن في السن، الحد الذي دخل فيه مرحلة الهرم والخَرَف كما يتضح منه.
أتى دورهم فحملوا والدهم المقعد على عربية واقتربوا به للحلاق، من بين الإخوة الثلاثة ؛شاب متوسط الطول يلبس لباس شبابي عباره عن بنطال منتصف الساق ونظارة ماركة، حالق اللحية ولا يحمل اَي صفة تدين من صفاته الخارجيه.فما تظنون بمثل هذا الشاب أنه فاعل بوالده؟

نادى الشاب على الحلاق طالبا إياه تخفيف شارب والده الذين أوشك على تغطية وجهه. فاقترب الحلاق وبدأ الشاب يمسك بيدي والده والأب يرفض ويصرخ في وجهه ويشتم، والشاب يرد عليه ( تسلم يا بُيى تسلم يا بُيى
بدأ ألحلاق يخفف الشارب الكثيف الذي غطى الفم والرجل العجوز يقول: بيأذيني .. بيأذيني، وابنه الشاب يرد : والله ما يأذيك يا بُيى وانا أراقب المنظر، وفجأة بصق العجوز في وجه ابنه، فمسحها الابن وهو مبتسم ويقول: تسلم يا بُيى. أقسم بالله العظيم هزني المنظر وبدأت جواني تتحرك لبر هذا الشاب بأبيه والصابون ملئ بالناس. استمر الحلاق بصعوبة يقص شعر الشارب فإذ بالعجوز يحاول عض ماكينة الخلاقه وابنه يفتكها منه، ثم بصق العجوز في وجهه مرتين، فقال الشاب لاخيه ناولني المنديل فناوله فمسح وجهه ويردد باسما : تسلم يا بُيى - يا من تقرأ رسالتي يشهد الله ما زدت حرفا واحد في سرد هذه القصة على الواقع- انتهى الحلاق من عمله بصعوبة فقفز الشاب على راس ابيه يقبله وكان يفعل ذلك في كل مرة يببصق والده عليه. كان العجوز في غضب فتقدم الشاب بوجهه الى ابيه ليلطمه ويضربه على راْسه حتى يخف غضبه، ثم أعطى والده يده ليبرمها. العجوز بعكس الاتجاه ليخفف من غضبه والشاب ينظر فيه ووجهه والله مرسوم عليه الالم لفرك والده يده وبكل جهده والشاب يتصنع الابتسامه ويردد: تسلم يا بُيى. ثم اخرج أجرة الحلاق فامتنع الحلاق لعظيم بره بأبيه فأقسم عليه الشاب إلا أن يأخذها. فعاد لأبيه مناديا أخوته :
شيلوا معي ورانا ترويشه. وبسمته على محياه. فقفزت عليه وهو منحني يدفع عربة أبيه فقبلت رأسه، قلت له: هنيأ لك ببرك لأبيك.. هنيأ لك هداية الله إليك هذا العمل. ثم قبلت رأس العجوز.

رحلوا وأنا أنظر اليهم
وأشكرهم على الدرس العظيم الذي حفظته منهم عن ظهر قلب:
التدين وحب الدين ليس مقالات ومحاضرات بل بسلوك وتطبيق عند المحك والاختبار والتعامل

فلا نحكم على الناس من مظهرهم

اللهم حسن وجمل بواطننا وظواهرنا

posted from Bloggeroid

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق