الثلاثاء، 8 مارس 2016

اليابانيون والسمك

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏من المعروف عن اليابانيين أن السمك وجبة أساسية في طعامهم ...
لكن منذ عقود لم يعد السمك يقترب من الشواطئ اليابانية . وقد حل اليابانيون هذه المشكلة فصاروا يصطادون في عرض البحر والمحيط بعيداً عن السواحل .


. ومع الزمن كبرت قوارب الصيد وأصبحت تبتعد أكثر عن الشاطئ .
هذا يؤخر وصول السمك إلى البر مما يعني أن السمك لن يكون طازجاً !
لحل هذه المشكلة صارت سفن الصيد تحمل معها الثلاجات والمجمِّدات التي يوضع فيها السمك فور اصطياده .


وهذا أدى إلى ازدياد حجم السفن وأصبحت تبتعد عن السواحل أكثر فأكثر، وبالتالي زاد زمن بقائها بعيداً عن الشاطئ .
فهل في هذا مشكلة؟

نعم ! السمك الآن لم يعد طازجاً ! لأنه موضوع في الثلاجات والمجمِّدات، أي صار الناس ينظرون إليه على أنه مجمَّد وليس طازجاً ! فانخفض سعر السمك الذي يتم صيده وتجميده بهذه الطريقة ! ما المشكلة في هذا؟ المشكلة واضحة فالسعر المنخفض يؤدي إلى عدم الرغبة في جلب المزيد من السمك إلى السوق !

فما الحل؟
اليابانيون دوماً عندهم حل ! فقد صاروا يحملون معهم في سفن الصيد أحواضاً كبيرة مملوءة بالماء، يضعون فيها السمك، فيبقى حياً إلى أن يصل إلى الشاطئ فيخرجونه للبيع !
إنها فكرة ذكية ولا شك . لكن ما الذي حصل بعد ذلك؟
لقد اكتشفوا أن السمك يصل إلى الشاطئ وهو يشعر بالكسل والخمول !
لأن السمك يزدحم في الحوض فلا يتحرك كما كان يتحرك في البحر ! وبالتالي فإن طعمه يختلف عن طعم السمك الطازج !
ما لهؤلاء اليابانيين؟ إنهم لا يعجبهم العجب

وكيف يستطيع الصيادون إرضاءهم؟

والحل دوماً موجود عند اليابانيين .
فقد وضعوا فرخاً صغيراً من سمك القرش في الحوض !

ولماذا؟

حتى لا يتوقف السمك في الحوض عن الحركة هرباً من سمك القرش

والتعليق على القصة :

هو أن التحدي الذي وُضع فيه السمك جعله في حركة دائمة وسريعة من أجل أن يبقى على قيد الحياة !

وهذا ما يريده الصيادون ...
أن يصلوا بالسمك إلى الشاطئ وهو يشعر بالحيوية ويبقى طعمه لذيذاً لأنه طازج بالفعل !
ولاشك أن القرش يأكل بعضاً من السمك لكن ما يأكله نسبة ضئيلة لا تُذكر

ان ما أصاب السمك من خمول وكسل في الحوض هو ما يصيبنا - نحن البشر - عندما لا نعيش أمام تحديات؟

وهل التحديات تبقينا في نشاط دائم؟
إن النجاح لا يتم في الحياة السهلة التي ليس فيها تحديات !!!

الحكمة : فلنستخدم كل ما وهبنا الله من مهارات وإمكانات ومصادر لنعمل شيئاً مختلفاً عما يعمله الكسالى والخاملون.

لا تتهرب من المسؤوليات او توحي لذاتك أنك لست قادرا على فعل ذلك ...
تذكر انك ان لم تصنع لنفسك سمك قرشٍ صغير لتمضي مسرعا امامه فستظل مرعوباً تحت رحمة اسماك القرش الكبيرة و هوامير المحيطات .

ليضع أحدنا فرخاً من سمك القرش خلفه ولينظر إلى أي مدى سيتقدم في هذه الحياة.
.

posted from Bloggeroid

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق